
كشفت تقارير إعلامية حديثة عن احتمال اندلاع أزمة دبلوماسية دولية بسبب المحامية المتخصصة في حقوق الإنسان أمل كلوني، زوجة النجم الهوليودي جورج كلوني، وذلك عقب ورود اسمها ضمن قائمة شخصيات قانونية مهددة بفرض عقوبات أمريكية قد تشمل منعها من دخول الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تقيم بشكل دائم بين كاليفورنيا ونيويورك.
ووفقا لما نشرته صحيفة فاينانشال تايمز Financial Times البريطانية، فقد أبلغت وزارة الخارجية البريطانية – بشكل غير علني – عددا من كبار المحامين البريطانيين، ومن بينهم أمل كلوني، بأنهم قد يواجهون إجراءات عقابية أمريكية بسبب تقديمهم استشارات قانونية إلى المحكمة الجنائية الدولية ICC، وذلك في إطار قضية تنظر فيها المحكمة تتعلق برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يؤاف غالانت، والمتهمين بارتكاب جرائم حرب محتملة في قطاع غزة.
وكانت هذه الخطوة الأمريكية قد بدأت في فبراير الماضي، حين أصدر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أمرا تنفيذيا يُدرج اسم المدعي العام البريطاني لدى المحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، كأول شخصية قانونية تُدرج رسميا ضمن قائمة العقوبات الأمريكية بسبب عمله في تحقيقات المحكمة ضد مسؤولين إسرائيليين.
ووفقا لمصادر مطلعة، فإن قائمة العقوبات قد تتوسع لتشمل أمل كلوني، مما يعني احتمال تجميد أصولها في الولايات المتحدة، ومنعها من الحصول على تأشيرات دخول، إلى جانب فرض قيود على تعاملاتها المالية مع أي جهة أمريكية أو تابعة لها.
يُذكر أن ترامب قد استند في قراراته إلى قانون الصلاحيات الاقتصادية الطارئة الدولية International Emergency Economic Powers Act (IEEPA)، الصادر عام 1977، والذي يمنح الرئيس الأمريكي صلاحيات واسعة تشمل تجميد الأصول، وفرض حظر مالي وتجاري، ورفض منح تأشيرات دخول لأي جهة يُشتبه بأنها تُهدد المصالح القومية الأمريكية.
ويثير هذا التطور تساؤلات خطيرة حول مدى استقلال القضاء الدولي، واحترام حرية العمل القانوني الدولي، خاصة أن المحكمة الجنائية الدولية تأسست لضمان محاسبة المسؤولين عن الجرائم الكبرى ضد الإنسانية، وليس لملاحقة من يقدمون الدعم القانوني لضحايا النزاعات.
وبينما لم تصدر تصريحات رسمية من أمل كلوني حتى الآن، فإن هذه القضية قد تتحول إلى محور خلاف دبلوماسي بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، خصوصًا بريطانيا، التي لطالما دعمت المحكمة الجنائية الدولية.
من هي أمل كلوني؟

الاسم الحقيقي لأمل كلوني هو أمل علم الدين، وهي محامية بريطانية من أصل لبناني، وُلدت في بيروت عام 1978، قبل أن تنتقل مع عائلتها إلى المملكة المتحدة في سن مبكرة هربا من الحرب الأهلية اللبنانية. درست الحقوق في جامعة أكسفورد (كلية سانت هيو)، قبل أن تكمل دراستها العليا في كلية الحقوق بجامعة نيويورك، حيث بدأت مسيرتها المهنية بالعمل في محكمة العدل الدولية، كما عملت مستشارة قانونية لدى الأمم المتحدة.
اشتهرت أمل بمرافعاتها في قضايا حقوق الإنسان والعدالة الدولية، وشاركت في الدفاع عن شخصيات وقضايا بارزة، منها الصحفي محمد فهمي، ومؤسس ويكيليكس جوليان أسانج، كما شغلت منصب أستاذة زائرة في كلية الحقوق بجامعة كولومبيا في نيويورك. وفي عام 2014، تصدرت عناوين الصحف العالمية بعد زواجها من الممثل الأمريكي جورج كلوني، لتتحول إلى شخصية عامة مؤثرة تجمع بين النفوذ القانوني الدولي والحضور الإعلامي البارز.