
القاهرة – 30 يوليو 2025 – توفي صباح اليوم الفنان المصري القدير لطفي لبيب عن عمر ناهز 77 عاما، بعد معاناة صحية طويلة تضاعفت خلال الأشهر الماضية، حيث نقل إلى المستشفى إثر التهاب رئوي حاد ونزيف حنجري مفاجئ.
وأكدت مصادر طبية أن الفنان الراحل كان يعاني منذ سنوات من تدهور حالته الصحية، بسبب تعرضه لجلطة دماغية عام 2017 أثرت على النصف الأيسر من جسده، وأجبرته على التراجع التدريجي عن التمثيل. كما خضع خلال السنوات الأخيرة لعلاجات مكثفة بسبب إصابة في الحنجرة، أثرت على صوته وجعلت ظهوره الإعلامي والفني نادرا.
مشوار فني طويل رغم الأدوار الثانوية
لطفي لبيب، الذي وُلد في محافظة بني سويف عام 1947، يعد واحدا من أبرز الممثلين المصريين الذين برعوا في أداء الأدوار المساعدة، حيث تميز بموهبة عالية وقدرة على تجسيد الشخصيات الكوميدية والاجتماعية بتلقائية جعلته محببًا لدى الجماهير. شارك في أكثر من 100 فيلم سينمائي و30 عملا دراميا، من أبرزها: مرجان أحمد مرجان، السفارة في العمارة، طير انت، عوالم خفية، الرجل العناب.
كما أبدع على خشبة المسرح، وكتب عدة نصوص مسرحية في بداياته، مستفيدا من خلفيته الثقافية كخريج المعهد العالي للفنون المسرحية، إضافة إلى دراسته الجامعية في كلية الآداب – قسم الفلسفة.
اعتزال فني صامت وتقدير جماهيري دائم
على الرغم من بعده عن الساحة الفنية في السنوات الأخيرة، إلا أن الجمهور لم ينسَ أداءه اللافت، حيث ظل يستشهد بأقواله ومشاهده الشهيرة على مواقع التواصل الاجتماعي. وكان لطفي لبيب قد أعلن في لقاء سابق أنه ”لا يستطيع التمثيل كما كان“، احترامًا لجسده وتقديرا لفنه.
وأعرب عدد كبير من الفنانين عن حزنهم العميق لرحيل لبيب، مشيدين بأخلاقه الرفيعة، وروحه المرحة، ومهنيته العالية. ومن المرتقب أن يُشيع جثمانه عصر اليوم من أحد مساجد القاهرة الكبرى، بحضور عدد من زملائه في الوسط الفني.
إرث فني لا ينسى
برحيل لطفي لبيب، تفقد الساحة الفنية المصرية والعربية فنانا من طراز خاص، جمع بين خفة الظل، وعمق الأداء، والتزام الموقف. وسيظل اسمه حاضرًا في ذاكرة الفن العربي كمثال للفنان الصادق الذي منح فنه من قلبه، دون سعي وراء بطولة أو شهرة.