
تشهد الساحة الفنية في تركيا حالة من الجدل الواسع، بعد أن فتحت النيابة العامة في إسطنبول تحقيقًا موسعًا شمل عددًا من أبرز نجوم الفن والسينما والموسيقى، وذلك على خلفية شبهات تتعلق بتعاطي أو تداول مواد ممنوعة.
وبحسب ما نقلته وسائل إعلام تركية وعربية، فقد باشرت فرق مكافحة المخدرات بالتعاون مع مكتب المدعي العام في إسطنبول سلسلة من المداهمات والاستدعاءات التي طالت نحو 19 شخصية فنية معروفة.
كما خضع المشتبه بهم لإجراءات فحص وتحليل الدم للتحقق من وجود أي مواد محظورة في أجسادهم، إلى جانب الاستماع إلى إفاداتهم الأولية أمام السلطات المختصة.
وأكدت التقارير أن التحقيقات ما تزال في مراحلها الأولى، ولم تصدر بعد أي أوامر اعتقال رسمية بحق أي من الأسماء الواردة في الملف، في انتظار نتائج التحاليل والمسوغات القانونية.
من جانبها، كشفت بعض الصحف التركية عن أسماء أولية لنجوم مشمولين بالتحقيق، من بينهم الفنانة إيرام ديريجي، والممثلتان بيرّاك توزونآتاتش وديميت إيفغار بيرباتاش، إضافة إلى الممثلين كاان يلديريم وكوبلاي آكا، إلى جانب عدد من المؤثرين على مواقع التواصل مثل دويغو أوزاسلان وديرين تالو.
ورغم انتشار هذه الأسماء بشكل واسع على المنصات الإخبارية ومواقع التواصل، إلا أن السلطات لم تؤكد رسميًا هوية جميع الأشخاص المشمولين بالتحقيق، في انتظار اكتمال الإجراءات القضائية.
هذه القضية أثارت موجة تفاعل كبيرة في الشارع التركي وعلى المنصات الاجتماعية، حيث انقسمت الآراء بين من يرى أن هذه الحملة خطوة ضرورية لمكافحة ظاهرة تعاطي الممنوعات في الوسط الفني، وبين من يعتبرها حملة مبالغًا فيها تمس خصوصية الفنانين وسمعتهم قبل صدور أي حكم قضائي.
التحقيق الحالي الذي يُعرف إعلاميًا باسم “قضية مشاهير المخدرات” يمثل إحدى أكثر القضايا حساسية في الوسط الفني التركي خلال السنوات الأخيرة، ويعيد إلى الواجهة النقاش حول علاقة الشهرة بالمسؤولية الاجتماعية.
في انتظار ما ستكشفه الأيام المقبلة من تفاصيل، تبقى الأنظار موجهة إلى العدالة التركية التي تعهدت بالتعامل مع الملف بكل شفافية وصرامة، بعيدًا عن أي استثناءات أو محاباة.