
أثار المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه، تفاعل الجمهور بإعلانه عن مفاجأة مرتقبة وصفها بـ”التاريخية”، سيتم الكشف عنها خلال شهر ضمن فعاليات موسم الرياض، وهو ما زاد من الترقب لهذا الحدث الذي تحوّل إلى أحد أبرز المواسم الترفيهية في المنطقة والعالم.
منذ انطلاقه في أكتوبر 2024 وحتى ختامه المرتقب في فبراير 2025، نجح موسم الرياض في جذب ملايين الزوار عبر مجموعة غير مسبوقة من الفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية والرياضية، في تأكيد عملي على الطموح السعودي بتحويل العاصمة إلى مركز عالمي للترفيه.
وامتد الموسم هذا العام ليشمل 14 منطقة ترفيهية متكاملة، صُممت كل واحدة منها لتكون عالماً مستقلاً بتجربة فريدة في “بوليفارد وورلد”، وعاش فيها الزوار أجواء متنوعة تحاكي ثقافات دول مختلفة مثل اليابان، فرنسا، الهند، المكسيك، وإيطاليا، في تجسيد حي لمفهوم “السفر من دون مغادرة المكان”. أما “ونتر وندرلاند”، فقد نجح في استحضار أجواء الشتاء الأوروبي وسط مناخ الرياض الصحراوي، ليمنح الزائرين تجربة مليئة بالدهشة والبهجة.
ومن التجارب اللافتة التي قدمها الموسم، تجربة “عالم هاري بوتر” التي أقيمت لأول مرة في المملكة، حيث تفاعل الزوار مع أجواء المدرسة الشهيرة وتقمصوا أدوار الشخصيات وتنافسوا في بطولات رقمية مبتكرة. كما لفت “متحف الحواس الخمس” الأنظار من خلال تجربة حسية استثنائية تمزج بين الفن والتكنولوجيا، وتستثير حواس الزائر بأسلوب مبتكر وجذاب.
وعلى صعيد الفنون المسرحية، شهد الموسم تقديم أكثر من 12 مسرحية جديدة، جمعت بين نجوم المسرح من الخليج ومصر، وحظيت عروض مثل “البيت بيتك” بإقبال جماهيري واسع. كذلك كان للجمهور دور مباشر في تشكيل الفعاليات الموسيقية من خلال التصويت الرقمي على الفنانين المشاركين، في خطوة عززت التفاعل والارتباط الشخصي بالموسم. وشهدت الحفلات مشاركة كوكبة من أبرز النجوم العرب والعالميين، من بينهم كاظم الساهر، نانسي عجرم، BTS، وديفيد غيتا.
الجانب الرياضي من الموسم لم يكن أقل حضورا، إذ استضافت الرياض “بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية”، بمشاركة أكثر من 150 فريقاً من مختلف أنحاء العالم، بجوائز بلغت 70 مليون دولار، ما جعلها البطولة الأكبر في تاريخ هذا النوع من المنافسات. كما شكلت استضافة بطولات UFC وPower Slap نقلة نوعية، خاصة مع الحضور اللافت لأسماء عالمية مثل كونور مكغريغور وإسرائيل أديسانيا، في شراكة استراتيجية أعلنها دانا وايت مع هيئة الترفيه، تؤكد التوجه الجاد لتحويل المملكة إلى محطة رئيسية لرياضات القتال عالميا.
ما يميز موسم الرياض ليس فقط حجمه وتنوعه، بل مستوى الابتكار في تصميم التجارب الترفيهية، التي جعلت منه منصة ثقافية وفنية تعزز مكانة المملكة على خارطة الترفيه العالمية. وبفضل جهود الهيئة العامة للترفيه، أصبح هذا الموسم ركيزة من ركائز القوة الناعمة السعودية، وعنصرا فاعلا في تحقيق أهداف رؤية 2030. ويبدو أن المفاجأة القادمة التي وعد بها تركي آل الشيخ ستكون فصلا جديدا في هذه المسيرة الطموحة.