
يُعيد سعد لمجرد تعريف الموسيقى المغربية بشكل مبتكر، ويمزج بين التراث الغنائي التقليدي والإيقاعات العصرية ليصل إلى جمهور عالمي. النجم المغربي، المولود في الرباط في 7 أبريل 1985، نشأ في عائلة فنية عريقة. فوالده الفنان البشير عبدو ووالدته الممثلة نزهة الركراكي، ما منح لمجرد بيئة مثالية لتطوير شغفه بالفن منذ الصغر.
ينطلق من “سوبر ستار” إلى الشهرة
بدأ سعد مسيرته الفنية من خلال مشاركته في برنامج “سوبر ستار” عام 2007، حيث لفت الأنظار بصوته القوي وأدائه المختلف، لكنه لم يحظَ باللقب. مع ذلك، كانت تلك المشاركة نقطة البداية نحو مسيرة مليئة بالإنجازات، إذ أدرك موهبته الفريدة وقرر السعي لتطويرها بعيدًا عن أضواء برامج المواهب.

“إنتي” تُعيده إلى الساحة و”لمعلم” تُرسخه عالميا
أصدر سعد أغنيته “إنتي” عام 2014، التي حققت نجاحا كبيرا وكانت خطوة مهمة نحو اعتراف الجمهور بموهبته. لكن الانطلاقة الحقيقية جاءت مع أغنية “لمعلم” عام 2015، التي حققت أرقاما قياسية على يوتيوب، متجاوزة المليار مشاهدة. أصبحت الأغنية رمزا لمسيرته وشاهدًا على قدرته على الجمع بين الإيقاعات المغربية والعالمية، ما جعلها إحدى الأغاني الأكثر شهرة في العالم العربي.

يبتكر لونا موسيقيا فريدا
يعتمد سعد لمجرد في موسيقاه على مزج الإيقاعات المغربية التقليدية، مثل “الشعبي” و”الركادة”، مع أنماط البوب والإلكترونيك. هذه الهوية الموسيقية المبتكرة جعلته قادرا على الوصول إلى جمهور متنوع. ولم يتوقف عند ذلك، بل تعاون مع نجوم عالميين مثل محمد رمضان وفرنش مونتانا، ما عزز حضوره في الساحة الدولية.

يواجه التحديات ويتجاوزها
لم تخلُ مسيرة سعد لمجرد من التحديات. واجه اتهامات قانونية أثرت على صورته الإعلامية وأوقفت نشاطه الفني لفترات متقطعة، لكن عزيمته على مواصلة العمل قادته إلى إصدار أعمال جديدة حصدت نجاحا كبيرا، مثل أغنيتي “غزالي” و”سلام”، اللتين أثبتتا أن جمهوره لا يزال وفيا له.

يرفع راية الموسيقى المغربية عالميا
أصبح سعد لمجرد رمزا للموسيقى المغربية الحديثة. أعماله تُعد جسرا ثقافيا نقل الأغنية المغربية إلى العالمية، وعرّف العالم بالتراث الموسيقي بأسلوب عصري يناسب الأذواق المختلفة.
يواجه التحديات القانونية: الجانب المظلم في حياة سعد لمجرد
رغم نجاحاته الكبيرة في عالم الفن، لم تكن مسيرة سعد لمجرد خالية من الأزمات، حيث واجه الفنان المغربي سلسلة من التحديات القانونية التي أثرت على مسيرته وصورته العامة. بدأت هذه الأزمات في عام 2016 عندما تم القبض عليه في فرنسا بتهمة الاعتداء الجنسي على شابة فرنسية. تسببت هذه القضية في إيقاف نشاطاته الفنية مؤقتا، رغم حصوله على إطلاق سراح مشروط لاحقا.
في عام 2018، واجه لمجرد تهمة أخرى بالاعتداء الجنسي في فرنسا، ما أدى إلى اعتقاله مرة أخرى. لاحقا، تم الإفراج عنه بكفالة مع استمرار التحقيقات. هذه القضايا وضعت لمجرد في دائرة الجدل وأثرت على مسيرته الفنية، حيث عُلّقت بعض حفلاته وأعماله بسبب الضغوط الإعلامية والشعبية.
ردود الفعل والانقسام الجماهيري
تسببت هذه القضايا في انقسام الآراء حول الفنان. فبينما استمر جزء كبير من جمهوره في دعمه، دعا آخرون إلى مقاطعة أعماله. ورغم أن لمجرد لم يُدان نهائيا في بعض هذه القضايا، فإنها تركت أثرا واضحا على صورته الإعلامية.

مواصلة المسيرة وسط التحديات
على الرغم من الأزمات القانونية والضغوط التي رافقتها، تمكن لمجرد من استئناف نشاطه الفني بإصدار أعمال جديدة لاقت نجاحا واسعا، ما يُظهر إصراره على الحفاظ على مكانته في الساحة الفنية.
تبقى هذه المحطات الصعبة جزءا لا يُستهان به في حياة سعد لمجرد، تعكس الجانب الإنساني المعقد للفنان الذي يعيش بين الأضواء والتحديات.
يثير تساؤلات المستقبل
مع النجاحات المتتالية والتحديات التي يواجهها، يبقى سعد لمجرد شخصية استثنائية في عالم الفن العربي. فهل سيواصل هذا النجم مسيرته في تخطي الحواجز وإعادة تعريف الموسيقى المغربية في المستقبل؟
ختاما
يثبت سعد لمجرد أن النجاح لا يأتي دون عقبات، لكنه يُظهر أيضا أن الإبداع والمثابرة قادران على تحويل أي تحد إلى فرصة جديدة. من الرباط إلى العالمية، يظل لمجرد نموذجا للفنان الذي صنع بصمته الخاصة وكتب اسمه بحروف من ذهب في سجل الموسيقى العربية.